قطر تحجب لعبة Roblox الشهيرة لحماية الأطفال وسط تصاعد الجدل
في خطوة لافتة أثارت نقاشًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، أقدمت قطر على حجب منصة الألعاب العالمية Roblox، وذلك بعد موجة مطالبات شعبية تحذّر من المخاطر التي قد يتعرض لها الأطفال داخل بيئة اللعبة الافتراضية.
ورغم أن التطبيق ما يزال متاحًا للتحميل عبر متجر آبل وجوجل بلاي فإن المستخدمين في قطر يواجهون رسالة خطأ عند محاولة تسجيل الدخول مكتوب فيها: No Network – يرجى المحاولة عند الاتصال بالإنترنت، فيما تتوقف النسخة الخاصة بالمتصفح عن العمل تمامًا، مُظهرة عبارة: This site can’t be reached.
تصاعد المطالبات وحملات الحظر
شهد الأسبوع الماضي نشاطًا مكثفًا على المنصات الاجتماعية، حيث دعا أولياء الأمور والمهتمون بسلامة الأطفال إلى اتخاذ إجراءات عاجلة للحد من مخاطر اللعبة، مشيرين إلى أن Roblox تحتوي على مساحات تفاعلية مفتوحة قد تسمح للأطفال بالتعرض لمحتوى غير مناسب أو التواصل مع غرباء مجهولين الهوية.
أسباب الحجب ودوافع القرار
لم تُصدر الجهات الرسمية في قطر أي بيان حتى الآن بشأن حجب Roblox، لكن القرار يعكس حرص الدولة على حماية القاصرين على الإنترنت وضمان بيئة رقمية آمنة لهم. وتجدر الإشارة إلى أن دولًا أخرى مثل الصين وتركيا وسلطنة عمان سبق أن اتخذت إجراءات مماثلة تجاه هذه المنصة لأسباب مشابهة.
أبرز المخاوف المطروحة
- احتمالية تعرض الأطفال لعمليات استدراج إلكتروني من قبل مجهولين.
- إمكانية مشاهدة محتويات غير لائقة لا تتناسب مع القيم والتقاليد.
- قصور أدوات الرقابة الأبوية داخل البيئات التفاعلية التي ينشئها المستخدمون.
ردود الفعل في المجتمع القطري
القرار أثار انقسامًا بين المستخدمين: فريقٌ أيّد الحجب باعتباره يخفف عبء مراقبة الأطفال ويحميهم من المخاطر الرقمية، في حين رأى آخرون أن الأفضل كان تشديد شروط التسجيل ورفع سن الاستخدام وتفعيل رقابة أقوى بدلاً من المنع الكامل، حتى لا يُحرم المراهقون من التجربة الإبداعية التي توفرها المنصة.
Roblox… من النجاح العالمي إلى الجدل المحلي
تُعد Roblox واحدة من أنجح منصات الألعاب عالميًا، حيث تجاوز عدد تحميلاتها 1.5 مليار تحميل عبر مختلف الأنظمة، كما تصدرت قائمة الألعاب الأكثر تحميلًا على Google Play عالميًا في يونيو 2025. ومع ذلك فإن الشعبية الكبيرة لم تمنع تصاعد الأصوات المطالِبة بضبط المحتوى وحماية الصغار.
ويعكس حجب Roblox في قطر تزايد اهتمام الحكومات الخليجية بـالأمن الرقمي للأطفال، ويضع ملف الألعاب الإلكترونية تحت المجهر. وبين تأييد الحجب والدعوة إلى حلول بديلة، يبقى التحدي في تحقيق توازن بين حرية الترفيه وسلامة البيئة الرقمية للأجيال القادمة.
