نيل ماكدونو Neal McDonough: "هوليوود أدارت لي ظهرها لأنني رفضت تقبيل امرأة غير زوجتي"
في خطوة نادرة وصادقة في عالم الفن، خرج الممثل الأمريكي الشهير نيل ماكدونو عن صمته ليروي قصة صراعه مع هوليوود بعد أن التزم بمبدأ أخلاقي صارم: رفض تصوير المشاهد الحميمة أو تقبيل نساء غير زوجته أمام الكاميرا.
خلال مشاركته في بودكاست Nothing Left Unsaid، كشف ماكدونو أن هذا الموقف تسبب في عزله من الوسط الفني بشكل شبه كامل، قائلًا:
"كان لدي دائمًا بند في عقودي ينص على أنني لن أقبّل امرأة غير زوجتي. لم تكن زوجتي تعارض الأمر، بل كنت أنا من يرفضه. لكن عندما تمسكت بموقفي لم يتفهموا ذلك... هوليوود ببساطة تخلّت عني."
من النجومية إلى الظل: "فقدت كل شيء"
الممثل المعروف بأدواره في مسلسلات وأفلام مثل Desperate Housewives وMinority Report وBand of Brothers، مرّ بتجربة قاسية بعد اتخاذه موقفًا مبدئيًا. فقد دخل في دوامة فقدان الهوية والوظيفة وحتى احترام الذات.
"لسنتين لم أتمكن من الحصول على أي دور. فقدت كل شيء يمكن تخيله ـ ليس فقط البيت أو المال، بل حتى شخصيتي، وثقتي بنفسي، وكل ما كنت أعتبره جزءًا مني كممثل."
موقف كلفه الكثير… لكنه لم يندم
رغم الألم والخسارة، أصرّ ماكدونو على أن موقفه هذا كان نابعًا من قناعات دينية وأخلاقية راسخة. وأضاف أنه رفض سابقًا دورًا في مسلسل شهير وتمت إقالته بعد أيام فقط من بدء التصوير لأنه رفض تصوير مشاهد حميمة.
"هذه الشفاه لامرأة واحدة فقط، زوجتي. لن أساوم على ذلك مهما كلفني الأمر."
عودة بعد الغياب: "وجدت الطريق من جديد"
بعد سنوات من التحديات، بدأ نيل في العودة تدريجيًا إلى الساحة الفنية من خلال أدوار جديدة مثل دوره في فيلم The Last Rodeo الذي كتبه وأنتجه بنفسه، وشاركت فيه زوجته بدور حبيبته في الفيلم، ليضمن التزامه بقيمه دون التخلي عن فنه.
الإيمان نقطة التحوّل
أوضح ماكدونو أنه واجه أيضًا مشكلة مع الإدمان خلال هذه الفترة، لكن إيمانه العميق بالله وعائلته كانا السبب الحقيقي في عودته إلى الحياة بشكل أقوى، قائلًا:
"حين أقلعت عن الشرب شعرت كأن الغيوم انقشعت. تذكرت من أنا، وبدأت الحياة تعود لي من جديد."
نهوض من جديد: النجاح بعد الاختبار
بعد سنوات من الألم والاختبار، عاد نيل ماكدونو ليؤكد أن الالتزام بالمبادئ لا يعني نهاية الطريق. اليوم يواصل مشواره الفني من خلال أدوار مميزة مثل ظهوره في مسلسل "Tulsa King" بجانب النجم Sylvester Stallone، ونجاح فيلمه الأخير "The Last Rodeo" الذي لاقى استحسان الجمهور وحقق أكثر من 15 مليون دولار في شباك التذاكر.
بل والأكثر من ذلك، قام بكتابة وإنتاج الفيلم بنفسه، وأسند دور البطولة النسائي فيه لزوجته، ليصنع قصة حب على الشاشة تعكس حقيقتهما في الواقع، دون التنازل عن مبادئه.
قصة نيل ماكدونو هي تذكير لكل فنان وطموح بأن الثبات على القيم لا يُضعف النجاح، بل يجعله أكثر عمقًا ومعنى. نعم، ربما تأخرت الفرصة، لكن الإيمان والصبر جعلا العودة أقوى.
هل رفض التنازل سبب في النجاح الحقيقي؟
يؤكد ماكدونو اليوم أن ولاءه لله وعائلته كانا مفتاح النجاح، وأنه مستعد لخوض أي تحدٍ طالما ظل متمسكًا بهويته. وبكلماته الخاصة:
"لدي رئيس واحد فقط، هو الله، وسأفعل ما يجعل رئيسي فخورًا بي".