إطلاق GPT-5 من OpenAI: ثورة في الذكاء الاصطناعي العام وتحسينات غير مسبوقة
أعلنت شركة OpenAI عن طرح إصدارها الأحدث من GPT-5 لجميع مستخدمي ChatGPT حول العالم في خطوة وصفها الرئيس التنفيذي سام ألتمان (Sam Altman) بأنها "قفزة مهمة" نحو الوصول إلى الذكاء الاصطناعي العام (AGI - Artificial General Intelligence)، وذلك رغم اعترافه بأن النموذج لم يصل بعد إلى هذا المستوى الكامل.
تحسينات كبيرة في القدرات والأداء
يتميز GPT-5 بسرعة استجابته ودقة أعلى في معالجة المعلومات، مع تقليل الأخطاء أو ما يُعرف بـ Hallucinations. وقد شبّه ألتمان الفرق بين GPT-4 و GPT-5 بالانتقال من شاشة عادية إلى شاشة Retina فائقة الوضوح، مؤكداً أن التجربة أصبحت أشبه بالتحدث مع خبير حاصل على شهادة دكتوراه في أي مجال.
توفر الشركة نسختين إضافيتين: GPT-5-mini الخفيفة والسريعة، وGPT-5-nano الأرخص والأسرع والموجهة للمطورين. يحصل المستخدمون المجانيون على وصول محدود إلى GPT-5 وGPT-5-mini، بينما يمنح الاشتراك المدفوع Plus حدود استخدام أكبر، أما باقة Pro بسعر 200 دولار شهرياً فتتيح وصولاً غير محدود إضافة إلى نسخة GPT-5-thinking التي تعطي مخرجات أكثر دقة.
قدرات تقنية متطورة
يمتلك GPT-5 ما يُعرف بـ "نافذة السياق" (Context Window) بسعة تصل إلى 256,000 Token، أي وحدات نصية صغيرة تُستخدم لقراءة النصوص وفهمها، ما يمكّنه من استيعاب نصوص طويلة جداً أو محادثات معقدة دون فقدان الترابط بين الأفكار. كما حقق أداءً جيّدًا في اختبارات برمجية متقدمة مثل SWE-Bench Verified، وهو اختبار يقيس قدرة الذكاء الاصطناعي على حل مشاكل برمجية حقيقية، وAider Polyglot، وهو اختبار لتقييم مهاراته في التعامل مع لغات برمجة متعددة. هذه القدرات تعزز كفاءته في كتابة الأكواد، وإصلاح الأخطاء، وإنشاء تطبيقات ويب متكاملة بسرعة وفعالية.
أما في المجال الطبي فقد أظهرت الاختبارات أن نسخة GPT-5-thinking تقلل من نسبة المعلومات الخاطئة، ما يجعلها أداة دعم موثوقة للأطباء والمختصين دون أن تكون بديلاً عنهم.
تكامل وخصائص جديدة
سيتمكن مشتركو Pro من ربط حسابات Gmail وGoogle Calendar وGoogle Contacts بـ ChatGPT، إضافة إلى تخصيص ألوان واجهة المحادثة واختيار شخصيات افتراضية للتفاعل. كما سيحصل المطورون على مرونة أكبر في التحكم بمستوى تفصيل الإجابات.
انتشار واسع ومستقبل واعد
تمتلك OpenAI حالياً نحو 700 مليون مستخدم نشط أسبوعياً، وأكثر من 5 ملايين مشترك، إضافة إلى 4 ملايين مطور يستخدمون واجهاتها البرمجية. هذه الأرقام تعكس الإقبال الكبير على تقنيات الذكاء الاصطناعي، والدور البارز الذي يلعبه GPT-5 في هذا المجال.
وعلى الرغم من أن GPT-5 لم يصل بعد إلى الذكاء الاصطناعي العام الكامل فإنه مع ذلك يمثل خطوة استراتيجية كبيرة نحو هذا الهدف بفضل دقته العالية وقدرته على الإبداع والتكامل مع الأدوات الحديثة.
هل سيأخذ GPT-5 وظيفتي؟
مع تقدم GPT-5 وقدرته على التفكير يطرح الكثيرون سؤالًا هامًا: هل سيأخذ الذكاء الاصطناعي وظيفتي؟ يوضح سام ألتمان، المدير التنفيذي لـOpenAI، أن GPT-5 لم يصل بعد إلى مستوى الذكاء الاصطناعي العام القادر على استبدال البشر بشكل كامل في العمل. النموذج الحالي يدعم الإنسان ولا يحل محله، إذ لا يستطيع بعد العمل بشكل مستقل أو اتخاذ قرارات موثوقة بمفرده.
من ناحية أخرى، حذر بيل غيتس من أن بعض الوظائف الروتينية والإدارية قد تتأثر سريعًا، حيث يستطيع الذكاء الاصطناعي تولي مهام مثل المبيعات عبر الهاتف أو البرمجة البسيطة. لكنه يؤكد أن المهن التي تتطلب إبداعًا عاليًا مثل البرمجة المتقدمة، والعلوم الحيوية، وخبراء الطاقة، من الصعب استبدالها بالكامل.
باختصار، لا يمكن القول إن GPT-5 سيأخذ وظيفتك الآن، لكنه قد يغير طبيعة العمل ويعيد تشكيل كثير من الوظائف، ما يتطلب الاستعداد والتطوير المستمر لمواكبة هذه التغيرات.
