إعلان أمريكان إيغل (American Eagle) الجديد يثير الجدل.. سيدني سويني (Sydney Sweeney) في قلب عاصفة من الانتقادات بسبب التلميحات العرقية
في خطوة دعائية مثيرة للجدل أطلقت شركة "أمريكان إيغل" للأزياء حملة إعلانية جديدة بطلتها الممثلة الأمريكية الشهيرة سيدني سويني، والتي أثارت ضجة واسعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام، ليس فقط بسبب محتوى الإعلان ولكن بسبب ما اعتبره البعض "إشارات مبطنة لتفوق العرق الأبيض".
محتوى الإعلان الذي أثار الجدل
في الإعلان الجديد تظهر سيدني سويني وهي تمارس أنشطة يُنظر إليها على أنها "أمريكية تقليدية"، مثل التمدد فوق سيارة بيضاء من طراز قديم، أو مداعبة كلب من نوع جيرمان شيبرد، بينما ترتدي سروال جينز ضيق من علامة "أمريكان إيغل". واختُتم الإعلان بجملة: "Sydney Sweeney has great jeans"، وهي عبارة تبدو في ظاهرها عادية لكن تم تفسيرها من قبل كثيرين على أنها تلاعب لغوي يوحي بأن سويني "تملك جينات عظيمة" (great genes).
الحملة تحت المجهر: هل هو تمجيد للتفوق العرقي؟
اعتبر النقاد أن هذا التلاعب في الكلمات، وخاصة الجمع بين "جينز" و"جينات"، يدخل في إطار ما يُعرف بـ"تلميحات عنصرية مبطّنة" أو Dog whistles، وهي رسائل رمزية تُستخدم لإيصال مفاهيم تفوق العرق الأبيض بطريقة مبطّنة.
ردود فعل غاضبة من الجمهور ووسائل الإعلام
تلقت الحملة ردود فعل واسعة، بعضها وصل حدّ اتهامها بمحاكاة الدعاية النازية. وسائل إعلام مثل MSNBC عبرت عن قلقها من كون الإعلان يعكس تحوّلًا ثقافيًا في أمريكا نحو "الحنين إلى رموز التفوق العرقي"، وجرى ربط الحملة بحملات دعائية سابقة مثل إعلان بيبسي مع كيندال جينر (Kendall Jenner).
نفت شركة "أمريكان إيغل" أي نية لتضمين رسائل عنصرية وأصدرت بيانًا جاء فيه:
هذه الحملة تهدف إلى الاحتفاء بثقة الأفراد في ارتداء الجينز الخاص بنا، ولا علاقة لها بأي إيحاءات عرقية أو طبقية. الجينز الرائع يبدو جميلًا على الجميع، بغض النظر عن العرق أو الخلفية الثقافية.
تداعيات الأزمة تصل إلى البيت الأبيض والأسواق المالية
وصف مدير الاتصالات ستيفن تشيونغ (Steven Cheung) الانتقادات بأنها جزء من "ثقافة الإلغاء المبالغ فيها"، مشيرًا إلى أنها أثرت على نتائج الانتخابات. أما السياسي جي دي فانس (J.D. Vance) فقال ساخرًا:
يبدو أن الليبراليين يعتبرون أي شخص يجد سيدني سويني جذابة نازيًا!
وانعكست الأزمة على الأسواق حيث تراجع سهم أمريكان إيغل بنسبة 3.9%، واستعانت الشركة بشركة أكتوم المتخصصة في إدارة الأزمات.
سويني تدافع عن خياراتها وتعتبر نفسها ضحية النظام
قالت سيدني سويني في مقابلة مع صحيفة The Sun عام 2023 إنها مضطرة لقبول الإعلانات لتغطية نفقاتها:
لست مجبرة على الرفض في كل مرة. الإعلانات جزء من مصدر رزقي، وأنا مضطرة للاستمرار.
يرى البعض أن سويني ضحية لنظام إعلامي يسوّق للمرأة ويستغل جمالها، لكنه يدينها في الوقت ذاته.
أزمة هوية أم حملة تسويقية فاشلة؟
القضية التي تفجّرت بسبب إعلان بسيط لسروال جينز تحوّلت إلى نقاش وطني حول معايير الجمال في الإعلام، والتلاعب اللغوي في التسويق، والتحولات الثقافية في الولايات المتحدة.
في ظل هذه العاصفة من الجدل يبقى السؤال الأهم: هل ستغيّر شركات الأزياء أساليبها الإعلانية؟ أم أن الجدل نفسه أصبح وسيلة تسويقية لكسب الانتباه؟