نيكست سوشيال Next Sosyal.. منصة تركية جديدة تنافس عمالقة التواصل الاجتماعي
أطلق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أولى مشاركاته على منصة "نيكست سوشيال" (Next Sosyal)، باقتباس شعري يحمل رسالة رمزية: "زهرة نبتت بين جدران خرسانية"، موجهاً لمتابعيه سؤالاً: "هل أنتم مستعدون؟". هذه الخطوة اعتُبرت بمثابة الإعلان الرسمي عن ميلاد شبكة اجتماعية محلية تسعى أنقرة لتقديمها كبديل وطني للمنصات العالمية.
انطلاقة قوية بدعم رسمي
منذ إطلاقها التجريبي خلال معرض تكنوفيست Teknofest، شهدت المنصة إقبالاً لافتاً، حيث تخطى عدد مستخدميها حاجز المليون في فترة وجيزة. وشارك في الترويج لها كبار المسؤولين الأتراك، مثل وزير الخارجية هاكان فيدان، إلى جانب وزارات ومؤسسات حكومية أخرى، ما عزز حضورها وسرّع من انتشارها.
أهداف المنصة ورسالتها
جاءت فكرة "نيكست سوشيال" من خلال شراكة بين القطاعين العام والخاص بقيادة شركة "بايكار Baykar" للصناعات الدفاعية ومؤسسة التكنولوجيا التركية (T3). وصرح سلجوق بيرقدار أن الهدف هو تعزيز السيادة الرقمية التركية، وكسر ما وصفه بـ"الهيمنة الغربية" على فضاء التواصل الاجتماعي. وأضاف أن المنصة طُوّرت على أساس شيفرة مفتوحة المصدر لضمان الشفافية، كما تركز على مكافحة الأخبار المضللة والتلاعب بالمحتوى.
بيئة آمنة وخالية من الحسابات الوهمية
تُسوّق "نيكست سوشيال" على أنها مساحة آمنة للتواصل، خالية من الشتائم والحسابات المزيفة، مع الاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي لضمان تجربة استخدام أفضل. وتتيح للمستخدمين مشاركة محتوى متنوع يشمل الأخبار، والتكنولوجيا، وأسلوب الحياة، والأحداث الجارية.
بين الطموح والتحديات
يرى خبراء الإعلام الرقمي أن المنصة قد تحقق نجاحاً محلياً بفضل الدعم الحكومي، لكن انتشارها دولياً مرهون بتقديم مزايا تقنية منافسة وحرية أكبر للتعبير. كما تواجه المنصة انتقادات تتعلق باستخدام برمجيات "ماستدون Mastodon" المفتوحة المصدر دون نشر الشيفرة المعدلة، وهو ما اعتبره مختصون تناقضاً مع شعار الشفافية.
مشروع للسيادة الرقمية
إطلاق "نيكست سوشيال" يعكس توجه تركيا نحو بناء فضاء رقمي مستقل، شبيه بتجارب دولية مثل منصة تروث سوشيال Truth Social للرئيس الأميركي دونالد ترامب. لكن نجاحها في منافسة عمالقة التواصل العالمي مثل فيسبوك وتيك توك سيعتمد على مدى قدرتها على جذب المستخدمين خارج الإطار الرسمي، وكسب ثقة فئات أوسع من المجتمع المحلي والدولي.
